بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُلۡ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبۡتُم بِهِۦۚ مَا عِندِي مَا تَسۡتَعۡجِلُونَ بِهِۦٓۚ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِۖ يَقُصُّ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلۡفَٰصِلِينَ} (57)

ثم قال :

{ قُلْ إِنّي على بَيّنَةٍ مّن رَّبّي } يعني : على أمر بيّن . ويقال : على دين من ربي . { وَكَذَّبْتُم بِهِ } يعني : بالقرآن . ويقال : بالعذاب . وذلك أن النضر بن الحارث قال : إن كان ما تقوله حقاً فأتنا بعذاب الله فنزل : { مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ } يعني : العذاب { إِنِ الحكم إِلاَّ للَّهِ } يعني : ما القضاء في ذلك إلا لله في نزول العذاب { يَقُصُّ الحق } بنزول العذاب . وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم : { يَقُصُّ الحق } بالصاد يعني : يبين الحق . ويقال : يأمر بالحق وقرأ الباقون : { يَقْضِ الحق } بالضاد ، ولكن لا يكتب بالياء . لأن الياء سقطت في اللفظ لالتقاء الساكنين ، ويقوم الكسر مقام الياء كقوله تعالى : { سَنَدْعُ الزبانية } [ العلق : 18 ] فحذفت الواو . وتفسيره يقضي قضاء الحق ، وقرأ ابن عباس رضي الله عنه : { يَقْضِى بالحق } .

ثم قال : { وَهُوَ خَيْرُ الفاصلين } يعني : الحاكمين القاضين .