{ وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ } يا محمد يعني المشركين { بِآيَةٍ قَالُواْ لَوْلاَ اجْتَبَيْتَهَا } أي هلاّ أقلعتها وأنشأتها من قبل نفسك واختيارك ، قاله قتادة ، وقال مجاهد : لولا اقتضيتها وأخرجتها من نفسك .
وقال ابن زيد : لولا يقبلها [ لجئت ] بها من عندك .
وقال ابن عباس : لولا تلقيتها من عندك ، أيضاً لولا حدثتها فأنشأتها . قال العوفي عن ابن عباس : [ فنسيتها وقلتها ] من ربّك .
وقال الضحاك : لولا أخذتها أنت فجئت بها من السماء ، قال الفراء : تقول العرب : [ جئت ] الكلام وأخلقته وارتجلته وانتحلته إذا افتعلته من قبل نفسك .
قال ابن زيد : إنّما يقول العرب ذلك الكلام بتهدئة الرجل ولم يكن قبل ذلك أعده لنفسه { قُلْ } يا محمد { إِنَّمَآ أَتَّبِعُ مَا يِوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي } ثمّ قال { هَذَا } يعني القرآن { بَصَآئِرُ } حجج وبيان وبرهان { مِن رَّبِّكُمْ } واحدتها بصيرة . وقال الزجاج : طرق من ربكم ، والبصائر طرق الدم .
راحوا بصائرهم على أكتافهم *** وبصيرتي يعدو بها عتد وآي
تعدّوا عداوي وأصلها ظهور الشيء وقيامه واستحكامه حتّى يبصر الانسان فيهتدي إليها وينتفع بها ، ومنه قيل : [ ما لي في الأمر ] من بصيرة و { وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ } قال عبد الله بن مسعود : كنا نسلم بعضنا على بعض في الصلاة سلام على فلان وسلام على فلان فجاء القرآن : { وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.