بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡ وَلَا تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَۗ قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ} (3)

ثم قال : { اتبعوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مّن رَّبّكُمْ } أي صدقوا ، واعملُوا بما أنزل على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم من القرآن ويقرؤوه عليكم { وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء } أي : ولا تتّخذوا من دون الله أرباباً ، ولا تعبدوا غيره .

ثم أخبر عنهم فقال : { قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } ما : صلة في الكلام ومعناه : قليلاً تتعظون . يعني : إنهم لا يتعظون به شيئاً . قرأ ابن عامر { يَتَذَكَّرُونَ } على لفظ المغايبة بالياء . وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر { تَذَكَّرُونَ } بالتاء على معنى المخاطبة بتشديد الذال والكاف لأن أصله تتذكرون فأدغم إحدى التاءين في الذال . وقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص { تَذَكَّرون } بتخفيف الذال ، فأسقط التشديد للتخفيف .