محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡ وَلَا تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَۗ قَلِيلٗا مَّا تَذَكَّرُونَ} (3)

{ اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون ( 3 ) }

وقوله تعالى : { اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم } خطاب منه تعالى لكافة المكلفين بالأمر باتباع ما أنزل ، وهو القرآن ، والمراد ب { ما أنزل } : القرآن والسنة . وقوفا مع عمومه ، لقوله سبحانه : { وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى }{[3830]} .

تنبيه :

قال السيوطي في ( الإكليل ) : استدل به بعضهم على أن المباح مأمور به ، لأنه من جملة ما أنزل الله ، وقد أمرنا باتباعه – انتهى .

وأقول : هذا غلو في الاستنباط ، وتعمق بارد . ويرحم الله القائل : إذا اشتد البياض صار برصا .

{ ولا تتبعوا من دونه أولياء } أي لا تتبعوا أولياء غيره تعالى ، من الجن والإنس . فيحملوكم على عبادة الأوثان والأهواء والبدع { قليلا ما تذكرون } أي ما تتعظون إلا قليلا ، حيث لا تتأثرون ولا تعملون بموجبه ، وتتركون دينه تعالى ، وتتبعون غيره .


[3830]:- [53/ النجم/ 3 و4].