بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{كِتَٰبٌ أُنزِلَ إِلَيۡكَ فَلَا يَكُن فِي صَدۡرِكَ حَرَجٞ مِّنۡهُ لِتُنذِرَ بِهِۦ وَذِكۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ} (2)

{ كتاب أُنزِلَ إِلَيْكَ } يعني : أن هذا الكتاب أُنزل إليك يا محمد { فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مّنْهُ } أي : فلا يقعن في قلبك شك منه من القرآن أنه من الله عز وجل . فالخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد به غيره . كقوله : { فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مما أنزلنا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الذين يَقْرَءُونَ الكتاب مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جاءك الحق مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الممترين } [ يونس : 94 ] . ويقال : { فَلاَ يَكُن في صَدْرِكَ حَرَجٌ مّنْهُ } أي فلا يضيقنّ صدرك بتكذيبهم إياك . كقوله عز وجل : { لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين } [ الشعراء : 30 ] والحرج في اللغة هو الضيق .

ثم قال : { لِتُنذِرَ بِهِ } على معنى التقديم يعني : كتاب أنزلناه إليك لتنذر به أي لتخوف بالقرآن أهل مكة { وذكرى لِلْمُؤْمِنِينَ } أي . وعظة للمؤمنين الذين يتبعونك .