بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَٰكُمۡ ثُمَّ صَوَّرۡنَٰكُمۡ ثُمَّ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ لَمۡ يَكُن مِّنَ ٱلسَّـٰجِدِينَ} (11)

قوله تعالى :

{ وَلَقَدْ خلقناكم ثُمَّ صورناكم } أي : خلقنا آدم وأنتم من ذريته ، ثم صورناكم يعني : ذريته . ويقال : { خلقناكم } يعني : آدم خلقه من تراب { ثُمَّ صورناكم } يعني : آدم صوره بعد ما خلقه من طين . ويقال : { خلقناكم } نطفاً في أصلاب الآباء { ثُمَّ صورناكم } في أرحام الأمهات .

{ ثُمَّ قُلْنَا للملائكة } على وجه التقديم أي : وقلنا للملائكة : { اسجدوا لآِدَمَ } { ثُمّ }َ بمعنى الواو . ويقال : معناه خلقناكم وصورناكم وقلنا للملائكة : اسجدوا لآدم وهي سجدة التحية لا سجدة الطاعة فالعبادة لله تعالى ، والتحية لآدم عليه السلام { فَسَجَدُواْ إِلا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مّنَ الساجدين } أي لم يسجد مع الملائكة لآدم عليه السلام .