بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ثُمَّ بَدَّلۡنَا مَكَانَ ٱلسَّيِّئَةِ ٱلۡحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَواْ وَّقَالُواْ قَدۡ مَسَّ ءَابَآءَنَا ٱلضَّرَّآءُ وَٱلسَّرَّآءُ فَأَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ} (95)

قوله تعالى : { ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السيئة الحسنة } يعني : حولنا مكان الشدة الرخاء ، ومكان الجدوبة الخصب ، { حتى عَفَواْ } أي كثروا ، واستغنوا ، وكثرت أموالهم فلم يشكروا الله تعالى . ويقال : { حتى عفوا } أي حتى سروا به { وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءنَا الضراء والسراء } أي مثل ما أصابنا مرة يكون الرخاء ، ومرة يكون الشدة ، { فَأَخَذَتْهُمُ بَغْتَةً } أي فجأة { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } يعني : أتاهم العذاب من حيث لم يعلموا به . ويقال : إن الشدة للعامة تكون تنبيهاً وزجراً . والنعمة تكون استدراجاً وأما النعمة للخاصة فهي تنبيه ، لأنه بعد ذلك عقوبة . كما روي أن الله تعالى قال لموسى عليه السلام إذا رأيت الفقر مقبلاً إليك فقل مرحباً بشعار الصالحين . وإذا رأيت الغنى مقبلاً إليك فقل ذنب عجلت عقوبته