بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَلَمۡ يَأۡتِهِمۡ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ وَقَوۡمِ إِبۡرَٰهِيمَ وَأَصۡحَٰبِ مَدۡيَنَ وَٱلۡمُؤۡتَفِكَٰتِۚ أَتَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (70)

قوله تعالى :

{ أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الذين مِن قَبْلِهِمْ } يعني : ألم يأتهم خبر الذين من قبلهم في القرآن عند التكذيب كيف فعلنا بهم ؟ { قَوْمُ نُوحٍ } كيف أغرقناهم ، { ***وَ } قوم { وإلى عَادٍ } كيف أهلكناهم بالريح المقيم ؟ { ***وَ } قوم { بَعِدَتْ ثَمُودُ } ، وهم قوم صالح كيف أهلكناهم بالصيحة ؟ { وَقَوْمِ إبراهيم } ، وهو النمرود بن كنعان كيف أهلكناه بأضعف الخلق وهو البعوض ؟ { وأصحاب مَدْيَنَ } ، وهم قوم شعيب كيف أهلكناهم بعذاب يوم الظلة ؟ { والمؤتفكات } ، يعني : مدائن قوم لوط . { والمؤتفكات } جمع المؤتفكة ، لأنها ائتفكت بهم ، يعني : انقلبت ، كقوله تعالى : { والمؤتفكة أهوى * فغشاها مَا غشى } [ النجم : 53 ، 54 ] يعني : أمطرت عليهم الحجارة ؛ وقال مقاتل : المؤتفكات يعني : المكذبات { أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بالبينات } ، يعني : بالأمر والنهي فتركوا طاعتي فأهلكتهم . { فَمَا كَانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ } ، يعني : لم يهلكهم بغير ذنب . { ولكن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } بتركهم طاعتي وتكذيبهم الرسل .