قوله : { ألم ياتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود }[ 70 ] ، الآية .
والمعنى : ألم يأت هؤلاء المنافقين خبر من كان قبلهم ، من قوم نوح ، وعاد ، وثمود وشبههم ، الذين خالفوا أمر الله عز وجل ، وعصوه ، جلت عظمته ، فأهلكهم ودمرهم ، فيتعظون{[29234]} بذلك ، وينتهون ويتفكرون ما في خبر قوم نوح ، إذ غرقوا بالطوفان ، وعاد ، وهم قوم هود ، إذ هلكوا بريح صرصر عاتية ، وخبر ثمود ، وهم قوم صالح ، إذ هلكوا بالرجفة ، وخبر قوم إبراهيم ، إذ سلبوا النعمة وأهلك نمرود{[29235]} ملكهم ، وخبر أصحاب مدين ، وهم قوم شعيب ، إذ أهلكوا بعذاب يوم الظلة{[29236]} .
ويروى : أن شعيبا اسمه مدين ، على اسم المدينة ، فكان قوله : { وأصحاب مدين } ، معناه : وأصحاب شعيب .
وقوله تعالى في موضع آخر : { وإلى مدين أخاهم شعيبا }{[29237]} .
وخبر المؤتفكات ، وهي مدائن قوم لوط ، إذ صيّر أعلاها أسفلها ، وإنما سموا مؤتفكات ؛ لأن أرضهم ائتفكت بهم ، أي : انقلبت بهم{[29238]} ، وهي مأخوذة من " الإفك " وهو الكذب{[29239]} ، لأنه مقلوب على الصدق ، وكانت قرى ثلاثة ، ولذلك جُمعت{[29240]} .
{ أتتهم رسلهم بالبينات }[ 70 ] .
أي : أتى كل أمة رسولها ، فجمع الرسل ؛ لأن لكل{[29241]} أمة رسولها{[29242]} .
أي : بالآيات الظاهرات ، والحجج النيرات ، فكذبوا وردوا وكفروا .
{ فما كان الله ليظلمهم }[ 70 ] .
أي : فما كان الله{[29243]} ليضع عقوبته في غير مستحقيها{[29244]} .
{ ولكن كانوا أنفسهم يظلمون }[ 70 ] .
إذ عصوا الله عز وجل{[29245]} ، وكذبوا برسوله حتى أسخطوا ربهم ، سبحانه ، واستوجبوا العقوبة ، بذلك أنفسهم{[29246]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.