بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةٗ فِي جَنَّـٰتِ عَدۡنٖۚ وَرِضۡوَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (72)

قوله تعالى : { وَعَدَ الله المؤمنين والمؤمنات } ، أي المصدقين من الرجال والمصدقات من النساء . { جنات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَا ومساكن طَيّبَةً } ، يعني : منازل طاهرة تطيب فيها النفس . { فِى جنات عَدْنٍ } في قصور من الدُّر والياقوت ؛ وقال الفقيه : حدثنا محمد بن الفضل ، وعبد الله بن محمد قالا : حدثنا فارس بن مردويه قال : حدثنا محمد بن الفضيل العابد قال : حدثنا يزيد بن هارون قال : حدثنا سفيان بن حصين ، عن يعلى بن مسلم ، عن مجاهد قال : قرأ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو على المنبر { جنات عَدْنٍ } ، فقال هل تدرون ما جنات عدن ؟ قال : قصر في الجنة من ذهب ، له خمسمائة ألف باب ، وعلى كل باب خمسة وعشرون ألفاً من الحور العين ؛ لا يدخلها إلا نبي وهنيئاً لصاحب القبر ، وأشار إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أو صديقٍ وهنيئاً لأبي بكر ؛ أو شهيد وأنَّى لعمر بالشهادة . ثم قال : { ورضوان مّنَ الله أَكْبَرُ } ، يقول رضاء الرب عنهم أعظم مما هم فيه من الثواب والنعيم في الجنة . { ذلك هُوَ الفوز العظيم } ، يعني : النجاة الوافرة .