فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰٓ} (3)

{ وما خلق الذكر والأنثى } { ما } هنا الموصولة أي والذي خلقهما وعبر عن من بما للدلالة على الوصفية ولقصد التفخيم أي والقادر العظيم الذي خلق صنفي الذكر والأنثى ، قال الحسن والكلبي معناه الذي خلق الذكر والأنثى ، يكون قد أقسم بنفسه الكريمة ، قال أبو عبيدة وما خلق أي ومن خلق .

وقال مقاتل يعني وخلق الذكر والأنثى فتكون ( ما ) على هذا مصدرية قال الكلبي ومقاتل يعني آدم وحواء والظاهر العموم .

قرأ الجمهور { وما خلق الذكر والأنثى } وقرأ ابن مسعود { والذكر والأنثى } بدون ما خلق ، قال المحلي والخنثى المشكل عندنا ذكر أو أنثى عند الله تعالى فيحنث بتكليمه من حلف لا يكلم ذكرا ولا أنثى انتهى ، وعبارة الخطيب الخنثى وأن أشكل أمره عندنا فهو عند الله غير مشكل معلوم بالذكورة أو الأنوثة انتهت ، وقال الكرخي يحنث بتكليمه لأن الله تعالى لم يخلق من ذوي الأرواح من ليس ذكرا ولا أنثى ، والخنثى إنما هو مشكل بالنسبة إلينا ، خلافا لأبي الفضل الهمداني فيما حكاه وجها أنه نوع ثالث ، ويدفعه قوله { يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور } ونحو ذلك قاله الأسنوي .