الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰٓ} (3)

{ وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَى } يعني ومن خلق .

أخبرنا محمد بن نعيم قال : أخبرنا الحسين بن أيوب قال : حدّثنا علي بن عبد العزيز قال : أخبرنا أبو عبيد قال : حدّثنا حجاج ، عن هارون ، عن إسماعيل ، عن الحسن : أنه كان يقرأ : وما خلق الذكر والأنثى ، فيقول : والذي خلق ، قال هارون قال أبو عمر وأهل مكة : يقول للرعد : سبحان ما سبّحت له . وقيل : وخلق الذكر والأنثى ، وذكر أنّها في قراءة ابن مسعود وأبي الدرداء : والذكر والأنثى .

أخبرنا عبد الله بن حامد قال : أخبرنا مكي قال : أخبرنا عبد الله بن هاشم قال : حدّثنا أبو معونة ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة قال : قدمنا الشام ، فأتانا أبو الدرداء ، فقال : أمنكم أحد يقرأ عليّ قراءة عبد الله ؟ قال : فأشاروا إليّ ، فقلت : نعم أنا ، فقال : فكيف سمعت عبد الله يقرأ هذه الآية ، { وَالْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَى } ؟ قال : قلت : سمعته يقرأها ( والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلّى والذكر والأنثى ) .

قال لنا : والله هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها وهؤلاء يريدونني أن أقرأ { وَمَا خَلَقَ } فلا أُتابعهم .