السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَا خَلَقَ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰٓ} (3)

{ وما } بمعنى من أي ، ومن { خلق الذكر والأنثى } ، أي : فيكون قد أقسم بنفسه ، أو مصدرية ، أي : وخلق الله الذكر والأنثى وجاز إضمار اسم الله تعالى لأنه معلوم لانفراده بالخلق ؛ إذ لا خالق سواه والذكر والأنثى آدم وحوّاء عليهما السلام ، أو كل ذكر وأنثى من سائر الحيوانات . والخنثى وإن أشكل أمره عندنا فهو عند الله تعالى غير مشكل معلوم بالذكورة أو الأنوثة ، فلو حلف بالطلاق أنه لم يلق ذكراً ولا أنثى وقد لقي خنثى مشكلاً كان حانثاً ، لأنه في الحقيقة ذكر أو أنثى وإن كان مشكلاً عندنا . وقيل : كل ذكر وأنثى من الآدميين فقط لاختصاصهم بولاية الله تعالى وطاعته .