فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمۡ عَمَلُكُمۡۖ أَنتُم بَرِيٓـُٔونَ مِمَّآ أَعۡمَلُ وَأَنَا۠ بَرِيٓءٞ مِّمَّا تَعۡمَلُونَ} (41)

{ وإن كذبوك فقل } أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يقول لهم إن أصروا على تكذيبه واستمروا عليه { لي } جزاء { عملي ولكم عملكم } أي جزاؤه فقد أبلغت إليكم ما أمرت بإبلاغه وليس علي غير ذلك ، ثم أكد بقوله { أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون } أي لا تؤاخذون بعملي ولا أوخذ بعملكم وفيه توكيد لما أفادته لام الاختصاص من عدم تعدي أجر العمل إلى غير عامله .

وقد قيل أن هذا منسوخ بآية السيف لما فيه من إيهام الإعراض عنهم وتخلية سبيلهم كما ذهب إليه جماعة من المفسرين منهم مقاتل والكلبي وعن ابن زيد قال : أمره الله بهذا ثم نسخه فأمره بجهادهم .

قال الرازي : وهو بعيد لأن شرط الناسخ أن يكون رافعا لحكم المنسوخ ، ومدلول الآية اختصاص كل واحد بأفعاله وبثمرات أفعاله من الثواب والعقاب وآية القتال ما رفعت شيئا من مدلولات هذه الآية بل هو باق فكان القول بالنسخ باطلا .