وقوله تعالى : ( تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ ) يحتمل قوله : ( تلك ) أي قصة نوح ( من أنباء الغيب نوحيها إليك ) غابت عنك ، لم تشهدها ، ولم تعلمها ( أنت ولا قومك من قبل هذا ) .
إن كان المراد من قوله : ( تلك من أنباء الغيب ) قصة نوح خاصة وأنباؤه كان يجيء أن يقول : هذه من أنباء الغيب ، نوحيها إليك ، لكنه كأنه على الإضمار ؛ أي هذه الأنباء تلك الأنباء التي ذكرت في كتبهم . وإن كان المراد هذه وغيرها من الأنباء [ كان ][ ساقطة من الأصل وم ] يصير كأنه قال : هذه من تلك الأنباء .
ويحتمل قوله ( تلك من أنباء الغيب ) القصص كلها قصة نوح وغيره من الأنبياء ( من أنباء الغيب ) غابت عنك ، لم تشهدها ، ولا تعلمها ( أنت ولا قومك ) خص قومه لأن غيره من الأقوام قد كانوا عرفوا تلك الأنباء ، فيخبرونهم ، فيعرفون به صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفيه دلالة إثبات رسالة محمد صلى الله عليه وسلم لأنه أخبرهم على ما أخبر أولئك الذين عرفوا تلك الأنباء بكسبهم ليعلم أنه إنما عرف ذلك بالله ؛ إذ تلك الأنباء كانت بغير لسان ، ولم يعرف أنه اختلف لأحد منهم . دل أنه إنما عرف بالله تعالى .
وقوله تعالى : ( فاصبر ) يحتمل قوله : ( فاصبر ) على تكذيبهم إياك وعلى أذاهم ، أو اصبر على ما أمرت ، ونهيت ، أو اصبر على [ ما ][ من م ، ساقطة من الأصل ] صبر إخوانك من قبل كقوله ( فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل )[ الأحقاف : 35 ] ونحوه .
وقوله تعالى : ( إن العاقبة للمتقين ) يشبه أن يكون قوله : ( للمتقين ) الذين اتقوا الشرك ، والذين[ في الأصل وم : وأمكن الذين ] اتقوا الشرك والمعاصي كلها . والأشبه أن يكون المراد منه اتقاء الشرك لأنه ذكر بإزاء قوله : ( وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم ) فهو في العقد أشبه .
وقال بعض أهل التأويل في قوله : ( اهبط بسلام ) من السفينة ( بسلام منا ) فسلمه الله ومن معه من الغرق ( وبركات عليك وعلى أمم ممن معك ) يعني بالبركة أنهم توالدوا ، وكثروا ، بعدما خرجوا من السفينة .
وعن ابن عباس رضي الله عنه [ أنه قال ][ ساقطة من الأصل وم ] في قوله : ( وبركات عليك وعلى أمم ممن معك ) ممن سبق له في علم الله البركات والسعادة من النبيين وغيرهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.