قوله تعالى : { ويا قوم هذه نَاقَةُ الله لَكُمْ آيَةً } الآية .
" لَكُمْ " في محلِّ نصبٍ على الحالِ من " آيةً " ؛ لأنَّهُ لو تأخَّرَ لكان نَعْتاً لها ، فلمَّا قُدِّم انتصب حالاً .
قال الزَّمخشريُّ{[18856]} : فإن قلت : بِمَ تتعلَّقُ " لَكُمْ " ؟ قلتُ : ب " آيَةٌ " حالاً منها متقدمة ، لأنَّها لو تأخَّرت لكانت صفة لها ، فلما تقدَّمت انتصبت على الحالِ .
قال أبُو حيَّان : وهذا متناقضٌ لأنَّهُ من حيثُ تعلق " لكُم " ب " آية " كان معمولاً ل " آية " وإذا كان معمولاً لها امتنع أن يكون حالاً منها ، لأنَّ الحال تتعلَّقُ بمحذوفٍ .
قال شهابُ الدِّين - رحمه الله - : ومثلُ هذا كيف يعترض به على مثلِ الزمخشري بعد إيضاحه المعنى المقصود بأنه التعلُّقُ المعنويُّ ؟ .
و " آيةً " نصب على الحالِ بمعنى علامة ، والنَّاصبُ لها : إمَّا " ها " التَّنبيه ، او اسمُ الإشارة ، لما تضمَّناهُ من معنى الفعل ، أو فعلٍ محذوف .
اعلم أنَّ العادة فيمن يدَّعي النبوة عند قوم يعبدون الأصنام لا بُدَّ وأن يطلبوا منه معجزة ، فطلبوا منه أن يخرج ناقة عشراء من صخرةٍ معينةٍ ، فدعا صالحٌ ؛ فخرجت ناقة عشراء ، وولدت في الحال ولداً مثلها .
الأول : خلقُهَا من الصَّخْرة .
وثانيها : خَلْقُها في جوف الجبل ثم شق عنها الجبل .
وثالثها : خلقها على تلك الصُّورة دفعة واحدة من غير ولادة .
ورابعها : أنَّهُ كان لها شرب يوم .
وخامسها : أنه كان يحصلُ منها لبنٌ كثير يكفي الخلق العظيم .
ثم قال : { فَذَرُوهَا تَأْكُلْ في أَرْضِ الله } من العشب ، والنبات ، فليس عليكم مؤنتها .
وقرىء " تأكلُ " بالرفع : إمَّا على الاستئناف ، وإمَّا على الحالِ .
{ وَلاَ تَمَسُّوهَا بسوء } ، ولا تصيبوها بعقر " فيَأخُذَكُمْ " إن قتلتموها " عذابٌ قريبٌ " يريد اليوم الثالث .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.