فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٞ وَدُودٞ} (90)

ثم بعد ترهيبهم بالعذاب أمرهم بالاستغفار والتوبة فقال { واستغفروا ربكم } من عبادة الأوثان { ثم توبوا إليه } من البخس والنقصان في المكيال والميزان وقد تقدم تفسير الاستغفار مع ترتيب التوبة عليه في أول السورة { إن ربي رحيم } بالمؤمنين { ودود } للتائبين ، وتقدم تفسير الرحيم والمراد هنا أنه عظيم الرحمة ، والودود المحب صيغة مبالغة من ود الشيء يود ودا وودادة أي أحبه وآثره .

قال في الصحاح : وددت الرجل أوده ودا إذا أحببته والود المحبة والمشهور وددت بكسر العين وسمع بفتحها والودود بمعنى فاعل أي يود عباده ويرحمهم وقيل بمعنى مفعول بمعنى أن عباده يحبونه ويوادون أولياءه فهم بمنزلة المواد مجازا والأول أولى ، والمعنى هنا أنه يفعل بعباده فعل من هو بليغ المودة بمن يوده من اللطف به وسوق الخير ودفع الشر عنه وفي هذا تعليل لما قبله من الأمر بالاستغفار والتوبة .