فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٞ وَدُودٞ} (90)

ثم بعد ترهيبهم بالعذاب أمرهم بالاستغفار والتوبة ، فقال : { واستغفروا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبّى رَحِيم وَدُود } وقد تقدّم تفسير الاستغفار مع ترتيب التوبة عليه في أوّل السورة ، وتقدّم تفسير الرحيم ، والمراد هنا : أنه عظيم الرحمة للتائبين ، والودود : المحبّ . قال في الصحاح : وددت الرجل أودّه ودّاً : إذا أحببته ، والودود المحب ، والودّ والوُدّ والوَدّ : المحبة ، والمعنى هنا : أنه يفعل بعباده ما يفعله من هو بليغ المودّة بمن يودّه من اللطف به ، وسوق الخير إليه ، ودفع الشرّ عنه .

وفي هذا تعليل لما قبله من الأمر بالاستغفار والتوبة .

/خ95