فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ثُمَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ يُخۡزِيهِمۡ وَيَقُولُ أَيۡنَ شُرَكَآءِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمۡ تُشَـٰٓقُّونَ فِيهِمۡۚ قَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ إِنَّ ٱلۡخِزۡيَ ٱلۡيَوۡمَ وَٱلسُّوٓءَ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ} (27)

{ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالْسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ ( 27 ) }

ثم بين سبحانه أن عذابهم غير مقصور على عذاب الدنيا فقال : { ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ } أي الكفار بإدخالهم النار ويفضحهم بذلك ويذلهم ويهينهم عطف على مقدر ، أي هذا عذابهم في الدنيا ثم يوم القيامة يخزيهم { وَيَقُولُ } الله لهم مع ذلك توبيخا وتقريعا { أَيْنَ شُرَكَآئِيَ } كما تزعمون وتدعون .

ثم وصف هؤلاء الشركاء بقوله : { الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ } قرأ نافع بكسر النون على الإضافة والباقون بفتحها أي تخاصمون الأنبياء والمؤمنين { فِيهِمْ } والمعنى على قراءة الكسر تخاصمونني وتعادونني وتخالفونني ، وقد ضعف أبو حاتم هذه القراءة والمشاقة عبارة عن كون كل واحد من الخصمين في شق غير شق صاحبه والمعنى ما لهم لا يحضرون معكم ادعوهم فليدفعوا عنكم هذا العذاب النازل بكم .

{ قَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ } وهم في الموقف قيل هم العلماء قالوا لأممهم الذين كانوا يعظونهم ولا يلتفتون إلى وعظهم وكان هذا القول منهم على طريق الشماتة وقيل هم الأنبياء ، وقيل الملائكة والظاهر الأول لأنم ذكرهم بوصف العلم يفيد وصف يذكرون به هو أشرف من هذا الصوف وهو كونهم أنبياء أو كونهم ملائكة ولا يقدح في هذا جواز الإطلاق لأن المراد الاستدلال على الظهور فقط .

{ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ } أي الذل والهوان والفضيحة يوم القيامة { وَالْسُّوءَ } أي العذاب { عَلَى الْكَافِرِينَ } مختص بهم يقولونه شماتة بهم .