{ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ( 64 ) }
ثم ذكر سبحانه أنه ما هلك من هلك إلا بعد إقامة الحجة عليهم ، وإزاحة العلة منهم فقال : { وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ } ، هذا خطاب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والمراد بالكتاب القرآن ، والاستثناء في { إِلاَّ } مفرغ من أعم الأحوال ، أي : ما أنزلنا عليك لحال من الأحوال ، ولا لعلة من العلل ، { إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ } ، أي : للناس ، وإنما جر هذا باللام ؛ لاختلاف فاعله مع فاعل الفعل ، فإن المنزل هو الله ، والمبين هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وإنما نصب اللذان بعده ؛ لاتحاد فاعلهما مع فاعل الفعل ؛ لأن الهادي والراحم هو الله ، كما أنه المنزل . { الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ } ، من التوحيد والشرك ، والجبر والقدر ، وأحوال البعث وإثبات المعاد ، وسائر الأحكام الشرعية .
{ وَهُدًى } ، عطف على " لنبين " . { وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } ، بالله سبحانه ، ويصدقون ما جاءت به الرسل ، ونزلت به الكتب ؛ لأنهم هم المنتفعون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.