{ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئًا وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ ( 73 ) }
{ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ } ، داخل تحت الإنكار التوبيخي ، إنكارا منه سبحانه عليهم ، حيث يعبدون الأصنام ، وهي لا تنفع ولا تضر ؛ ولهذا قال : { مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئًا } . المعنى : إن هؤلاء الكفار يعبدون معبودات لا تملك لهم رزقا ، أي : رزق كائنا منهما .
عن قتادة قال : هذه الأوثان التي تعبد من دون الله لا تملك لمن يعبدها رزقا من السماوات والأرض ، ولا خيرا ولا حياة ولا نشورا . وفي " شيئا " ثلاثة أوجه :
أحدها : إنه منصوب على المصدر ، أي : لا يملك لهم ملكا ، أي : شيئا من الملك .
والثاني : إنه بدل من رزقا ، وهذا غير مفيد ؛ إذ ليس فيه بيان ولا تأكيد .
والثالث : إنه منصوب برزقا ، على أنه اسم مصدر ، وهو يعمل عمل المصدر على خلاف في ذلك ، وبه قال الفارسي . ورد عليه ابن الطراوة : بأن الرزق اسم المرزوق كالرعي والطحن ، ورد عليه : بأن الرزق أيضا مصدر .
{ وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } ، الضمير راجع إلى : { ما } ، وجمع جمع العقلاء بناء على زعمهم الباطل ، والفائدة في نفي الاستطاعة عنهم : أن من لا يملك شيئا قد يكون موصوفا باستطاعة التملك بطريق من الطرق ، فبين سبحانه أنه لا يملك ولا يستطيع . وقيل : الضمير للكفار ، والمعنى : لا يستطيع هؤلاء الكفار مع كونهم أحياء متصرفين ، فكيف بالجمادات التي لا حياة لها ، ولا تستطيع التصرف ؟ ! .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.