فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَوۡلَآ أَن ثَبَّتۡنَٰكَ لَقَدۡ كِدتَّ تَرۡكَنُ إِلَيۡهِمۡ شَيۡـٔٗا قَلِيلًا} (74)

{ وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً ( 74 ) }

{ وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ } على الحق وعصمناك من موافقتهم { لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ } أي لقاربت أن تميل إليهم أدنى ميل والركون هو الميل اليسير ، ولهذا قال : { شَيْئًا قَلِيلاً } لكن أدركته صلى الله عليه وآله وسلم العصمة فمنعته من أن يقرب من أدنى مراتب الركون إليهم فضلا عن نفس الركون ، وهذا دليل على أنه صلى الله عليه وآله وسلم ما هم بإجابتهم ، ذكر معناه القشيري وغيره والنظم صريح في أنه لم يركن أي باللازم ولا قارب أي بمنطوق التركيب .

وذلك لأن لولا حرف امتناع لوجود فالترتيب يدل على امتناع القرب من الركون وإذا امتنع القرب منه امتنع هو بالضرورة ؛ وقيل المعنى وإن كادوا ليخبرون عنك بأنك ملت إلى قولهم فنسب فعلهم إليه مجازا واتساعا كما تقول للرجل كدت تقتل نفسك أي كاد الناس يقتلونك بسبب ما فعلت ، ذكر معناه المهدوي .