الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَلَوۡلَآ أَن ثَبَّتۡنَٰكَ لَقَدۡ كِدتَّ تَرۡكَنُ إِلَيۡهِمۡ شَيۡـٔٗا قَلِيلًا} (74)

ثم قال تعالى : { ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا } [ 74 ] .

أي : لولا أن عصمناك عما دعاك إليه المشركون من الفتنة لقد كدت تميل إليهم شيئا قليلا{[41571]} .

ولما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين{[41572]} " {[41573]} .

حكى ابن الأنباري عن [ بعض{[41574]} ] أهل اللغة أنهم قالوا : ما قارب رسول الله صلى الله عليه وسلم إجابتهم ولا ركن{[41575]} إليهم قط . وقالوا : " كدت تركن إليهم " ظاهره خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم وباطنه خبر عن ثقيف . وتلخيصه وإن كادوا ليركنونك . أي : فقد{[41576]} كادوا يخبرون عنك أنك تميل{[41577]} إلى قولهم فنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فعل ثقيف على جهة الاتساع والمجاز والاختصار . كما يقول الرجل للرجل كدت تقتل نفسك يعني كاد الناس يقتلونك بسبب ما فعلت . فنسب القتل إلى المخاطب وهو لغيره{[41578]} . ومنه قولهم لأريتك هاهنا . فادخلوا حرف النهي على غير المنهي عنه . وتلخيص هذا الكلام لا يحضر هذا المكان حتى إذا أتيته لم أجدك فيه . ومثله { فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون }{[41579]} دخل النهي على الموت والموت لا يملك ولا يدفع . وتلخيصه لا تفارقوا{[41580]} الإسلام حتى إذا أتاكم الموت صادفكم مسلمين .


[41571]:هو قول ابن جرير، انظر: جامع البيان 15/121.
[41572]:ساقط من ط.
[41573]:انظر: هذا الأثر في جامع البيان 15/131، والجامع 10/194.
[41574]:ساقط من ط.
[41575]:ق: "الركن".
[41576]:ساقط من ط.
[41577]:ط: "إنك قبل".
[41578]:ساقط من ق.
[41579]:البقرة: 132.
[41580]:ساقط من ق.