فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَوۡلَآ أَن ثَبَّتۡنَٰكَ لَقَدۡ كِدتَّ تَرۡكَنُ إِلَيۡهِمۡ شَيۡـٔٗا قَلِيلًا} (74)

{ وَلَوْلاَ أَن ثبتناك } على الحق وعصمناك عن موافقتهم { لَقَدْ كِدت تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ } لقاربت أن تميل إليهم أدنى ميل ، والركون هو الميل اليسير ، ولهذا قال : { شَيْئًا قَلِيلاً } لكن أدركته صلى الله عليه وسلم العصمة فمنعته من أن يقرب من أدنى مراتب الركون إليهم ، فضلاً عن نفس الركون ، وهذا دليل على أنه صلى الله عليه وسلم ما همّ بإجابتهم ، ذكر معناه القشيري وغيره ، وقيل : المعنى وإن كادوا ليخبرون عنك بأنك ملت إلى قولهم ، فنسب فعلهم إليه مجازاً واتساعاً كما تقول للرجل : كدت تقتل نفسك ، أي : كاد الناس يقتلونك بسبب ما فعلت ، ذكر معناه المهدوي .

/خ77