فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِن كَادُواْ لَيَسۡتَفِزُّونَكَ مِنَ ٱلۡأَرۡضِ لِيُخۡرِجُوكَ مِنۡهَاۖ وَإِذٗا لَّا يَلۡبَثُونَ خِلَٰفَكَ إِلَّا قَلِيلٗا} (76)

{ وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً ( 76 ) }

{ وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا } الكلام في هذا كالكلام في أن كادوا ليفتنونك أي وإن الشأن أنهم قاربوا أن يزعجوك بعداوتهم ومكرهم من أرض مكة لتخرج عنها ولكنه لم يقع ذلك منهم بل منعهم الله عنه حتى هاجر بأمر ربه بعد أن هموا به والاستفزاز الإزعاج وقيل إنه أطلق الإخراج على إرادة الإخراج تجوزا ، قال سعيد بن جبير قال المشركون لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( كانت الأنبياء تسكن الشام فما لك وللمدينة فهم أن يشخص ، فأنزل الله وإن كادوا الآية .

{ وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ } أي لا يبقون بعد إخراجك { إِلاَّ } لبثا أو زمنا { قَلِيلاً } حتى يهلكوا ثم يعاقبون عقوبة تستأصلهم جميعا .

قال ابن عباس : يعني بالقليل يوم أخذهم ببدر فكان ذلك هو القليل الذي لبثوا بعده ، قال ابن الأنباري خلافك بمعنى مخالفتك .

وقال قتادة هم أهل مكة بإخراج النبي صلى الله عليه وآله وسلم منها وقد فعلوا بعد ذلك فأهلكهم الله يوم بدر ولم يلبثوا بعده إلا قليلا وكذلك كانت سنة الله في الرسل إذا فعل بهم قومهم مثل ذلك .