{ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا ( 42 ) وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا ( 43 ) هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا ( 44 ) وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا ( 45 ) } .
ثم أخبر سبحانه عن وقوع ما رجاه ذلك المؤمن وتوقعه من إهلاك جنة الكافر فقال { وأحيط بثمره } أي أمواله كالنقد والمواشي وهذا راجع لقوله { وكان له ثمر } وأصل الإحاطة من إحاطة العدو بالشخص كما تقدم في قوله { إلا أن يحاط بكم } وهي عبارة عن إهلاكه وإفناءه وهو معطوف على مقدر كأنه قيل فوقع ما توقعه المؤمن فهلكت جنته بالصواعق وغور الماء وأحيط بثمره أي أحاط العذاب والهلاك بثمره .
{ فأصبح } أي صار صاحبها الكافر { يقلب كفيه } أي يضرب إحدى كفيه على الأخرى ويصفق بكف على كف وهو كناية عن الندم والتحسر كأنه قيل فأصبح يتندم { على ما أنفق فيها } أي في عمارتها وإصلاحها من الأموال ، وقيل المعنى يقلب ملكه فلا يرى فيه عوضا ما أنفق لأن الملك قد يعبر عنه باليد من قولهم في يده مال ، وهو بعيد جدا ، قال قتادة : يصفق على ما أنفق فيها متلهفا على ما فاته .
{ وهي خاوية على عروشها } أي والحال أن تلك الجنة ساقطة على دعائمها التي تعمد بها الكروم أو ساقط بعض تلك الجنة على بعض مأخوذ من خوت النجوم تخوى إذا سقطت ولم تمطر في نوئها ومنه قوله تعالى : { فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا } قيل وتخصيص ماله عروش بالذكر دون النخل والزرع لأنه الأصل وأيضا ذكر إهلاكها مغن عن ذكر إهلاك الباقي . والعرش شبه بيت من جريد يجعل فوقه الثّمام {[1119]} ، الجمع عروش والعريش مثله وجمعه عروش بضمتين كبريد وبرد ، وعريش الكرم ما يعمل مرتفعا يمتد عليها الكرم ؛ والجمع عرائش أيضا ، وقال الشهاب : جمع عرش وهو ما يصنع ليوضع عليها الكرم فإذا سقط سقط ما عليه .
{ ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا } هذه الجملة معطوفة على جملة يقلب كفيه أو حال من ضميره أي وهو يقول يعني أنه تذكر موعظة أخيه المؤمن فعلم أنه أتى من جهة شركه وطغيانه فتمنى عند مشاهدته الهلاك لجنته بأنه لم يشرك بالله حتى تسلم جنته من الهلاك ، أو كان هذا القول منه على حقيقته لا لما فاته من الغرض الدنيوي بل لقصد التوبة من الشرك والندم على ما فرط منه ، والأول هو الأقرب إذ يؤيده قوله :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.