{ ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين ، ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون } .
{ ولن يتمنوه أبدا } هو ظرف زمان يصدق بالماضي والمستقبل تقول ما فعلت أبدا ذكره السمين ، وقال هنا { لن } وفي الجمعة { لا } لأن لن أبلغ في النفي من لا ودعواهم هنا بالغة قاطعة فناسب ذكر لن فيها ، ودعواهم في الجمعة قاصرة مردودة وهي زعمهم أنهم أولياء الله فناسب ذكر
{ لا } فيها { بما قدمت أيديهم } أي بما قدمته من الذنوب التي يكون فاعلها غير آمن من العذاب بل غير طامع في دخول الجنة فضلا عن كونها خالصة له مختصة به ، وإنما أضاف العمل إلى اليد لأن أكثر جنايات الإنسان تكون خالصة له مختصة به ، وإنما أضاف العمل إلى اليد لأن أكثر جنايات الإنسان تكون من يده .
وقيل أن الله سبحانه صرفهم عن التمني ليجعل ذلك لنبيه ، والمراد بالتمني هنا هو التلفظ بما يدل عليه لا مجرد خطوة بالقلب وميل النفس إليه ، فإن ذلك لا يراد في مقام المحاجة ومواطن الخصومة ومواقف التحدي ، وفي تركهم للتمني أو صرفهم عنه معجزة لرسول الله فإنهم قد كانوا يسلكون من التعجرف والتجري على الله وعلى أنبيائه بالدعاوى الباطلة في غير موطن ما قد حكاه عنهم التنزيل ، فلم يتركوا عادتهم هنا إلا لما قد تقرر عندهم من أنهم إذا فعلوا ذلك التمني نزل بهم الموت إما لأمر قد علموه أو للصرفة من الله عز وجل ، وقد يقال قد ثبت النهي عن النبي في شريعته ، ويجاب بأن المراد هنا إلزامهم الحجة وإقامة البرهان على بطلان دعواهم .
عن ابن عباس قال : قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنتم في مقالتكم صادقين فقولوا اللهم أمتنا ، فوالذي نفسي بيده لا يقولها رجل منكم إلا غص بريقه فمات مكانه ، وعنه لو أن اليهود تمنوا لماتوا ولرأوا مقاعدهم من النار { والله عليم بالظالمين } فيه تخويف وتهديد لهم ، وإنما خصهم بالظلم لأنه أعم من الكفر لأن كل كافر ظالم وليس كل ظالم كافر ولهذا كان أعم وكانوا أولى به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.