{ قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين } .
{ قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله } أي نعيمها لأن الدار الآخرة في الحقيقة هي انقضاء الدنيا وهي للفريقين ، وهذا رد عليهم لما ادعوا أنهم يدخلون الجنة ولا يشاركهم في دخولها غيرهم ، وإلزام لهم بما تبين به أنهم كاذبون في تلك الدعوى ، وأنها صادرة منهم لا عن برهان
{ خالصة } مصدر كالعافية والعاقبة وهي بمعنى الخلوص ، والمراد أنه لا يشاركهم فيها غيرهم إذا كانت اللام في قوله { من دون الناس } للجنس أو لا يشاركهم فيها المسلمون إن كانت اللام للعهد ، وهذا أرجح لقولهم في الآية الأخرى { وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى } وهو مؤكد له لأن { دون } تستعمل للاختصاص يقال هذا لي دونك أو من دونك أي لا حق لك فيه ، وقد تأتي في غير هذا للانتقاص في المنزلة أو المكان المقدار { فتمنوا الموت } أي فاطلبوه واسألوه ، وإنما أمرهم بتمني الموت لأن من اعتقد أنه من أهل الجنة كان الموت أحب إليه من الحياة إذ لا سبيل إلى دخولها إلا بعد الموت ، ولما كان ذلك منهم مجرد دعوى أحجموا { إن كنتم صادقين } في قولكم ودعواكم ولهذا قال سبحانه{[108]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.