فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلرَّحۡمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ} (163)

{ وإلهكم إله واحد } أي لا شريك له في الألوهية ولا نظير له في الربوبية ، والتوحيد هو نفي الشريك والقسيم والشبيه ، فالله تعالى واحد في أفعاله لا شريك له يشاركه في مصنوعاته ، وواحد في ذاته لا قسيم له . وواحد في صفاته لا يشبهه شيء من خلقه { لا إله إلا الله } تقرير للوحدانية بنفي غيره من الألوهية وإثباتها له { الرحمان الرحيم } وقد تقدم تفسيرهما ، وفيه الإرشاد إلى التوحيد وقطع العلائق والإشارة إلى أن أول ما يجب بيانه ويحرم كتمانه هو أمر التوحيد .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والدارمي وأبو داوود والترمذي وصححه ابن ماجة عن أسماء بنت يزيد ابن السكن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمان الرحيم } و { ألم ، الله لا إله إلا هو الحي القيوم } ) وأخرج الديلمي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس شيء أشد على مردة الجن من هؤلاء الآيات التي في سورة البقرة { وإلهكم إله واحد } ) الآيتين .