{ وإلهكم إله واحد } قال مقاتل : يعني ربكم رب واحد . وقال الضحاك : كان لمشركي العرب ثلاثمائة وستون صنماً يعبدونها من دون الله تعالى ، فدعاهم الله إلى التوحيد والإخلاص لعبادته فقال : { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو } . ويقال : نزلت هذه الآية في صنف من المجوس يقال لهم : المانوية فكان رئيسهم يقال له : ماني ، فقال لهم أرى الأشياء زوجين وضدين ، مثل الليل والنهار والنور والظلمة والحر والبرد والخير والشر والسرور والحزن والذي يصلح للشيء لا يصلح لضده ، فمن كان خالق النور والخيرات لا يكون خالق الشر والظلمات ؛ فهما اثنان : أحدهما يخلق الشر والآخر يخلق الخير ، فنزلت هذه الآية { وإلهكم إله واحد } ، أي خالقكم خالق واحد هو خالق الأشياء كلها .
وقوله تعالى : { لاَّ إله إِلاَّ هُوَ الرحمن الرحيم } ، وقوله :{ لا إله إلا هو } قال بعض الناس : هذا الكلام نصفه كفر ، وهو قوله : { لاَ إله } ، ونصفه إيمان وهو قوله : { إِلاَّ هُوَ } . ولكن هذا الكلام ليس بسديد ، لأن الله تعالى أمر رسوله بأن يأمرهم حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فلا يجوز أن يأمرهم بالكفر . وقال بعضهم : النصف الأول منسوخ والنصف الثاني ناسخ . وهذا أيضاً لا يصح ، لأن المنسوخ هو الذي كان مباحاً قبل النسخ والكفر لم يكن مباحاً أبداً . وأحسن ما قيل فيه : إن قوله : { لا إله } نفي معبود الكفار ، وقوله : { إِلاَّ هُوَ } إثبات معبود المؤمنين . أو نقول : { لا إله } نفي الألوهية عمن لا يستحق الألوهية ، وقوله { إِلاَّ الله } إثبات الألوهية لمن يستحق الألوهية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.