{ ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون } .
{ ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات } أي لنختبرنكم واللام جواب القسم ، أي والله لنبلونكم يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم والبلاء أصله المحنة أي نمتحنكم لنختبركم هل تصبرون على البلاء وتستسلمون للقضاء أم لا ، وليظهر الطائع من العاصي ، والتنكير للتقليل أي بشيء قليل من هذه الأمور ، فإن ما وقاهم عنه أكثر بالنسبة إلى ما أصابهم بألف مرة فكذا ما يصيب به معانديهم ، وإنما أخبر به قبل الوقوع ليوطنوا عليهم نفوسهم ويزداد يقينهم عند مشاهدتهم له حسبما أخبر به ، وليعلموا أنه شيء يسير له عاقبة محمودة ، والمراد بالخوف ما يحصل لمن يخشى من نزول ضرر به من عدو أو غيره ، وبالجوع المجاعة التي تحصل عند الجدب والقحط ، وبنقص الأموال ما يحدث فيها بسبب الجوائح وما أوجبه الله فيها من الزكاة ونحوها .
عن رجاء ابن حيوة قال : يأتي على الناس زمان لا تحمل النخلة فيه إلا تمرة ، وبنقص الأنفس بالموت والقتل في الجهاد ، وبنقص الثمرات ما يصيبها من الآفات ، وهو من عطف الخاص على العام لشمول الأموال للثمرات وغيرها .
وقال الشافعي : في تفسير هذه الآية الخوف خوف الله والجوع صيام شهر رمضان ونقص الأموال إخراج الزكاة والصدقات ونقص الأنفس بالأمراض ونقص الثمرات موت الأولاد لأن الولد ثمرة القلب . وفي الحديث : ( إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته أقبضتم ولد عبدي ؟ قالوا : نعم قال : أقبضتم ثمرة فؤاده ؟ قالوا : نعم قال : فماذا قال ؟ قالوا : حمدك واسترجع ، قال : ابنوا له بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد ) ، أخرجه الترمذي عن أبي موسى الأشعري مرفوعا .
وقال حديث حسن ، ولكن اللفظ القرآني أوسع مما قال وأعم منه فلا يخصص بشيء دون غيره { وبشر الصابرين } أمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو لكل من يقدر على التبشير وقد تقدم معنى البشارة والصبر أصله الحبس ، والجملة عطف على { ولنبلونكم } عطف المضمون على المضمون أي الابتلاء حاصل لكم وكذا البشارة لكن لمن صبر قاله سعد التفتازاني .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.