السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَإِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلرَّحۡمَٰنُ ٱلرَّحِيمُ} (163)

ولما قال كفار قريش : يا محمد صف لنا ربك وانسبه لنا .

نزل { وإلهكم إله واحد } وسورة الإخلاص ، والواحد هو الذي لا نظير له ولا شريك وقوله تعالى : { لا إله إلا هو } تقرير للوحدانية ودفع ؛ لأن يتوهم أنّ في الوجود إلهاً ولكن لا يستحق منهم العبادة وقوله تعالى : { الرحمن الرحيم } كالدليل على الوحدانية ، فإنه لما كان مولى النعم كلها أصولها بقوله : الرحمن ، فإنه مولى جلائل النعم وفروعها بقوله : الرحيم ، فإنه مولى لطائف النعم ودقائقها وما سواه تعالى . إما نعمة أو منعم عليه ، فلم يستحق العبادة أحد غيره وهما خبران آخران لقوله : إلهكم أو لمبتدأ محذوف . وعن أسماء بنت يزيد أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنّ في هاتين الآيتين اسم الله الأعظم وإلهكم إله واحد ) الخ . . { والله لا إله إلا هو الحيّ القيوم } .

/خ163