فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ} (190)

وقد تقدم تفسير قوله : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ، وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ } في هذه السورة مستوفى فلا نعيده ، وقد تقدم الكلام على هذه القصص في سورتي الأعراف وهود ، فأغنى عن الإعادة هنا ، وفي هذا التكرير لهذه الكلمات في آخر هذه القصص السبع من التهديد والزجر ، والتقرير والتأكيد ، ما لا يخفى على من يفهم مواقع الكلام ، ويعرف أساليبه .

وقال النسفي : قد كرر في هذه السورة في أول كل قصة وآخرها ما كرر تقريرا لمعانيها في الصدور ، وليكون أبلغ في الوعظ والزجر ، ولأن كل قصة منها كتنزيل برأسه ، وفيها من الاعتبار مثل ما في غيرها فكانت جديرة بأن تفتح بما افتتحت به صاحبتها ، وأن تختم به اختتمت به .