هي ثلاث أو أربع أو خمس وتسعون آية
قال القرطبي : وهي مكية كلها في قول الجميع وبه قال ابن عباس عن ابن الزبير مثله .
{ طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ ( 1 ) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ( 2 ) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ( 3 ) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ ( 4 ) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ ( 5 ) وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ( 6 ) }
{ طس } قد مر الكلام مفصلا في فواتح السور ، وهذه الحروف كانت اسما للسورة فمحلها الرفع على الابتداء ، وما بعدها خبرها ، ويجوز أن تكون خبر مبتدأ محذوف أي اسم هذه السورة طس ، وإن كانت مسرودة على نمط التعديد فلا محل لها ، والله أعلم بمراده بذلك .
{ تلك } إشارة إلى نفس السورة لأنها قد ذكرت إجمالا بذكر اسمها { آيات القرآن وكتاب مبين } عطف بزيادة صفة علة مفهوم المعطوف عليه ، وكان مفيدا بهذا الاعتبار ، والمراد بالكتاب القرآن نفسه أو اللوح المحفوظ ، أو نفس السورة .
وقد وصف الآيات بالوصفين ، القرآنية الدالة على كونها مقروءة مع الإشارة إلى كونها قرآنا عربيا معجزا ، والكتابة الدالة على كونها مكتوبة ، مع الإشارة إلى كونها متصفة بصفة الكتب المنزلة ثم ضم إلى الوصفين وصفا ثالثا ، وهي الإبانة لمعانيه لمن يقرأه : وهو من أبان بمعنى بان ، معناه اتضح إعجازه ، بما اشتمل عليه من البلاغة أو مظهر لما في تضاعيفه من الحكم والأحكام ، وأحوال الآخرة التي من جملتها الثواب والعقاب ؛ أو لسبيل الرشد والغي ، أو فارق بين الحق والباطل ، والحلال والحرام .
وقد وصف القرآنية هنا نظرا إلى تقدم حال القرآنية على حال الكتابة ، وأخره في سورة الحجر فقال : تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ، نظرا إلى حاجته التي قد صار عليها فإنه مكتوب ، والكتابة سبب القراءة ، والله أعلم .
وأما تعريف القرآن هنا وتنكير الكتاب ، وتعريف الكتاب في سورة الحجر وتنكير القرآن ، فلصلاحية كل واحد منهما للتعريف والتنكير ، لأن القرآن والكتاب اسمان علمان للمنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ووصفان له ، لأنه يقرأ ويكتب ، فحيث جاء بلفظ التعريف فهو العلم ، فحيث جاء بلفظ التنكير فهو الوصف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.