فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَا تَنَزَّلَتۡ بِهِ ٱلشَّيَٰطِينُ} (210)

{ وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ } أي بالقرآن { الشَّيَاطِينُ } وقرئ بالواو والنون إجراء له مجرى جمع السلامة . قال النحاس : وهذا غلط عند جميع النحويين ، قال المبرد وهذا غلط من العلماء ، وبه قال الفراء ، وقال المؤرج : إن كان الشيطان من شاط يشيط كان لهذه القراءة وجه ، وقال يونس بن حبيب سمعت أعرابيا يقول : دخلنا بساتين من ورائها بساتون ، وهذا رد لما زعمه الكفرة في القرآن أنه من قبيل ما تلقيه الشياطين على الكهنة بعد تحقيق الحق ببيان أنه نزل به الروح الأمين ، فلا يكون سحرا أو كهانة أو شعرا أو أضغاث أحلام كما يقولون .