فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَأَصۡبَحَ فِي ٱلۡمَدِينَةِ خَآئِفٗا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا ٱلَّذِي ٱسۡتَنصَرَهُۥ بِٱلۡأَمۡسِ يَسۡتَصۡرِخُهُۥۚ قَالَ لَهُۥ مُوسَىٰٓ إِنَّكَ لَغَوِيّٞ مُّبِينٞ} (18)

{ فأصبح في المدينة } أي دخل في وقت الصباح في المدينة التي قتل فيها القبطي { خائفا يترقب } المكروه أو متى يؤخذ به ، أو يترقب الفرج ، أو الخبر هل وصل إلى فرعون أم لا قال النسفي : وفيه دليل على أنه لا بأس بالخوف من دون الله ، بخلاف ما يقوله بعض الناس أنه لا يسوغ الخوف من دون الله سبحانه ، زاد القرطبي وأن الخوف لا ينافي المعرفة بالله ولا التوكل عليه .

{ فإذا الذي استنصره } إذا هي الفجائية أي فإذا صاحبه الإسرائيلي الذي استغاثته { بالأمس } يقاتل قبطيا آخر أراد أن يسخره ويظلمه ، كما أراد القطبي الذي قد قتله موسى بالأمس { يستصرخه } أي يستغيث به ، والاستصراخ الإستغاثة ، وهو من الصراخ ، وذلك أن المستغيث يصوت ويصرخ في طلب الغوث .

{ قال له } أي للإسرائيلي { موسى } وإليه ذهب الخازن والمحلي ، أو للقبطي ؛ وإليه ذهب القرطبي { إنك لغوي مبين } أي بين الغواية ، وذلك أنك تقاتل من لا تقدر على مقاتلته ولا تطيقه ، وقيل إنما قال له هذه المقالة لأنه تسبب بالأمس لقتل رجل ، ويريد اليوم أن يتسبب لقتل آخر .