فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لَأٓتٖۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (5)

{ من كان يرجو لقاء ربه } الرجاء بمعنى الطمع ، قاله بن سعيد جبير ، وقيل : الرجاء هنا بمعنى الخوف ، قال القرطبي : وأجمع أهل التفسير على أن المعنى من كان يخاف الموت ، وقيل البعث والحساب قال الزجاج : أي ثواب المصير إليه تعالى ، فالرجاء على هذا معناه الأمل و { من } موصولة ، أو شرطية ، والجزاء قوله :

{ فإن أجل الله } والراجح أنه ليس بجزاء ، لأن أجله جاء لا محالة من غير تقييد بشرط ، لأنه لو كان جواب الشرط لزم أن من لا يرجوه لا يكون أجل الله آتيا له ، بل الجواب محذوف ، أي فليعمل عملا صالحا ، لا يشرك بعبادة ربه أحدا ، والمعنى من كان يرجو ويطمع لقاء الله فإن أجله المضروب للبعث والثواب والعقاب .

{ لآت } أي لجاء لا محالة . قال مقاتل : يعني يوم القيامة . وفي الآية من الوعد والوعيد ، والترهيب والترغيب ما لا يخفى { وهو السميع } لأقوال عباده { العليم } بما يسرونه وما يعلنونه .