فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِذۡ قَالَتِ ٱمۡرَأَتُ عِمۡرَٰنَ رَبِّ إِنِّي نَذَرۡتُ لَكَ مَا فِي بَطۡنِي مُحَرَّرٗا فَتَقَبَّلۡ مِنِّيٓۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (35)

( إذ قالت ) قال أبو عمرو إذ زائدة وقال محمد بن زيد تقديره اذكر إذ قالت ، وقال الزجاج متعلق بقوله ( اصطفى ) وقيل بقوله سميع عليم .

( امرأة عمران ) اسمها حنة بالحاء المهملة والنون المشددة بنت فاقوذ أم مريم فهي جدة عيسى ، وعمران هو ابن ماثان جد عيسى و ليس نبيا .

( رب إني نذرت لك ) هذا النذر كان جائزا في شريعتهم ، وتقديم الجار والمجرور لكمال العناية ومعنى ذلك أي لعبادتك ( ما في بطني محررا ) أي عتيقا خالصا لله خادما للكنيسة ، والمراد هنا الحرية التي هي ضد العبودية ، وقيل المراد بالمحرر هنا الخالص لله سبحانه الذي لا يشوبه شيء من أمر الدنيا ، ورجح هذا بأنه لا خلاف أن عمران وامرأته حران وهلك عمران وهي حامل .

( فتقبل مني ) التقبل أخذ الشيء على الرضا أي تقبل مني نذري بما في بطني ، عن ابن عباس قال كانت نذرت أن تجعله في الكنيسة يتعبد بها ، وقال مجاهد خادما للبيعة ( إنك أنت السميع ) لتضرعي ودعائي ( العليم ) بنيتي وما في ضميري .