فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ يُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ كِتَٰبِ ٱللَّهِ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٞ مِّنۡهُمۡ وَهُم مُّعۡرِضُونَ} (23)

( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ) فيه تعجيب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو لكل من تصح منه الرؤية من حال هؤلاء وهم أحبار اليهود ، والكتاب التوراة . وتنكير النصيب للتعظيم أي نصيبا عظيما كما يفيده مقام المبالغة ، والمراد بذلك النصيب ما بين لهم في التوراة من العلوم والأحكام التي من جملتها ما علموه من نعوت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحقية الإسلام والتعبير عنه بالنصيب للإشعار بكمال اختصاصه بهم ، ومن قال إن التنكير للتحقير فلم يصب ، وفيه أن اختلافهم إنما كان بعد ما جاءهم العلم فلم ينتفعوا بذلك ، وذلك بأنهم .

( يدعون إلى كتاب الله ) الذي أوتوا نصيبا منه وهو التوراة ( ليحكم بينهم ) إضافة الحكم إلى الكتاب هو على سبيل المجاز ( ثم يتولى ) عن مجلس النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وثم للاستبعاد لا للتراخي في الزمان ( فريق منهم ) يعني الرؤساء والعلماء ( وهم معرضون ) أي والحال انهم معرضون عن الإجابة إلى ما دعوا إليه مع علمهم به واعترافهم بوجوب الإجابة إليه .

قال السيوطي نزلت في اليهود ، زنى منهم اثنان فتحاكموا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فحكم عليهما بالرجم ، فأبوا فجيء بالتوراة فوجد فيها ، فرجما فغضبوا{[2]} .


[2]:- أين هذا الحديث: من رواه؟ من أخرجه؟ لم نجده في أي كتاب لدينا.