( كيف يهدي الله ) هذا الاستفهام معناه الجحد أي لا يهدي الله ، ونظيره قوله تعالى ( كيف يكون للمشركين عهد عند الله ) أي لا عهد لهم ، ويجوز أن يكون الاستفهام للتعجب والتعظيم لكفرهم بعد الإيمان او للاستبعاد والتوبيخ فإن الجاحد عن الحق بعد ما وضح له منهمك في الضلال بعيد عن الرشاد ، فليس للإنكار حتى يستدل به على عدم توبه المرتد ، وإن كان إنكارا فالاستثناء يمنعه ، قاله الكرخي .
( قوما ) إلى الحق ( كفروا بعد إيمانهم و ) بعدما ( شهدوا أن الرسول حق و ) بعدما ( جاءهم البينات ) من كتاب الله سبحانه ومعجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والله لا يهدي القوم الظالمين ) أي كيف يهدي المرتدين والحال أنه لا يهدي من حصل منهم مجرد الظلم لأنفسهم ومنهم الباقون على الكفر ، ولا ريب أن ذنب المرتد أشد من ذنب من هو باق على الكفر لأن المرتد قد عرف الحق ثم أعرض عنه عنادا وتمردا .
عن ابن عباس قال : كان رجل من الأنصار أسلم ثم ارتد ولحق بالمشركين ثم ندم فأرسل إلى قومه أن سلوا لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هل لي من توبه فنزلت هذه الآية إلى قوله ( غفور رحيم ) فأرسل إليه قومه وأسلم{[343]} ، وروي هذا من طرق ، وعنه أيضا هم أهل الكتاب من اليهود عرفوا محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ثم كفروا به ، وروي نحوه عن الحسن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.