( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين 85 كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين 86 )
( ومن يبتغ غير الإسلام ) العامة على إظهار هذين المثلين لأن بينهما فاصلا ، وهو الياء فلم يلتقيا في الحقيقة ، وروي الإدغام مراعاة للفظ ، وليس هذا مخصوصا بهذه الآية بل كلما التقى فيه مثلان يجري فيه الوجهان نحو ( يخل لكم ، وإن يك كاذبا ) ، وقد استشكل على هذا نحو ( يا قوم مالي ، ويا قوم من ينصرني ) فانه لم يرو عن أبي عمرو خلاف في إدغامهما ، وكان القياس يقتضي جواز الوجهين ، لأن ياء المتكلم فاصلة تقديرا ، قاله السمين .
( دينا فلن يقبل منه ) يعني أن الدين المقبول عند الله هو دين الإسلام ، وأن كل دين سواه غير مقبول لأن الدين الصحيح ما يرضى الله عن فاعله ويثيبه عليه ( وهو في الآخرة من الخاسرين ) أي الواقعين في الخسران يوم القيامة وهو حرمان الثواب وحصول العقاب .
أخرج أحمد والطبراني في الأوسط عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجيء الأعمال يوم القيامة فتجيء الصلاة فتقول يا رب أنا الصلاة فيقول إنك على خير ، وتجيء الصدقة فتقول يا رب أنا الصدقة فيقول إنك على خير ، ويجيء الصيام فيقول أنا الصيام ، فيقول إنك على خير ، ثم تجيء الأعمال ، كل ذلك يقول الله إنك على خير ، ثم يجئ الإسلام فيقول يا رب أنت السلام وأنا الإسلام ، فيقول إنك على خير ، بك اليوم آخذ وبك أعطي ، قال الله تعالى في كتابه ، يعني هذه الآية{[342]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.