( إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين 91 لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم 92 )
ويكون قوله ( إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار ) في حكم البيان لها ، قال ابن عباس : نزلت فيمن مات من أصحاب الحارث على الكفر ، وقيل نزلت فيمن مات كافرا من جميع أصناف الكفار من أهل الكتاب وعبدة الأصنام ، فالآية عامة فيهم ( فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ) الملء بالكسر مقدار ما يملأ الشيء ، والملء بالفتح مصدر ملأت الشيء والمعنى مقدار ما يملأ الأرض مشرقها ومغربها ذهبا ، مع أنه أعز الأشياء وقيمة كل شيء .
أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبا أكنت مفتديا فيقول نعم فيقال له لقد سئلت ما هو أيسر من ذلك فذلك قوله تعالى ( إن الذين كفروا ) الآية{[345]} .
( ولو افتدى به ) قيل الواو زائدة مقحمة . وقيل الواو للعطف ، والمعنى وكذلك لو افتدى من العذاب في الآخرة بملء الأرض ذهبا لن يقبل منه ، وهذا آكد في التغليظ لأنه تصريح بنفي القبول في جميع الوجوه ، أو المراد بالواو التعميم في الأحوال كأنه قيل لن يقبل منهم في جميع الأحوال ولو في حال افتدائه نفسه في الآخرة .
( أولئك ) إشارة إلى من مات على الكفر ( لهم ) أي استقر لهم ( عذاب أليم ) مؤلم ( وما لهم ) أي ما استقر لهم ( من ناصرين ) يمنعونهم من العذاب ، وأتى بناصرين جمعا لتوافق الفواصل .
عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله عز وجل لأهون أهل النار عذابا يوم القيامة لو أن لك ما في الأرض من شيء أكنت تفتدي به فيقول نعم فيقول أردت منك أهون من هذا وأنت في صلب آدم عليه السلام أن لا تشرك بي شيئا فأبيت إلا الشرك .
هذا لفظ مسلم{[346]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.