فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلۡ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ} (84)

( قل آمنا بالله وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم ) إخبار منه صلى الله عليه وآله وسلم عن نفسه وعن أمته ، وإنما خص هؤلاء بالذكر لأن أهل الكتاب يعترفون بوجودهم ولم يختلفوا في نبوتهم ، وعدى الإنزال هنا بعلى ، وفي البقرة بإلى ، لأنه يصح تعديته بكل ، فله جهة علو باعتبار ابتدائه وانتهائه باعتبار آخره ، وهو باعتبار ابتدائه متعلق بالنبي ، وباعتبار انتهائه متعلق بالمكلفين ، ولما خص الخطاب هنا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ناسب الاستعلاء ، ولما عم هناك جميع المؤمنين ناسبه الانتهاء ، والأسباط كانوا اثني عشر وهم أولاد يعقوب وهم بالنسبة لإبراهيم أحفاده لأنهم أولاد ولده ، فالمراد بالأسباط هنا الأحفاد لا المعنى اللغوي وهم أولاد البنات .

( لا نفرق بين أحد منهم ) كما فرقت اليهود والنصارى فآمنوا ببعض وكفروا ببعض وقد تقدم تفسير هذه الآية ( ونحن له مسلمون ) أي منقادون مخلصون موحدون .