{ الله الذي خلقكم } ذكر سبحانه استدلالا آخر على كمال قدرته ، وهو خلق الإنسان نفسه على أطوار مختلفة ، كما قال : { من ضعف } أي : بدأكم وأنشأكم على ضعف ، وهو مصدر ، ضد القوة ، قال الواحدي : قال المفسرون : من نطفة كقوله : من ماء مهين ، أي : ذي ضعيف ، وقيل : المراد حال الطفولية والصغر ، فهذه أحوال غاية الضعف ، قرئ : ضعف بضم الضاد في هذه المواضع ، وبفتحها ، وهما سبعيتان . قال الفراء : الضم لغة قريش ، والفتح لغة تميم ؛ قال الجوهري : الضعف خلاف القوة والصحة ، وقيل : هو بالفتح في الرأي ، وبالضم في الجسم ، وأجاز ضعف بفتحتين .
{ ثم جعل من بعد ضعف قوة } وهي قوة الشباب ، وبلوغ الأشد ، فإنه إذا ذاك تستحكم القوة ، وتشتد إلى بلوغ النهاية .
{ ثم جعل من بعد قوة ضعفا } أي : عند الكبر والهرم { وشيبة } هي تمام الضعف ، ونهاية الكبر . وقيل : بياض الشعر الأسود ، ويحصل أوله في الغالب في السنة الثالثة والأربعين ، وهو أول سن{[1366]} الاكتهال ، والأخذ في النقص بالفعل بعد الخمسين إلى أن يزيد النقص في الثالثة والستين ، وهو أول سن الشيخوخة ، ويقوى الضعف إلى ما شاء الله تعالى .
{ يخلق ما يشاء } من جميع الأشياء ، ومن جملتها القوة والضعف ، والشباب والشيبة ، في بني آدم { وهو العليم } بتدبيره وأحوالهم { القدير } على خلق ما يريده وتغييرهم ، وهذا الترديد في الأحوال أبين دليل على الصانع القادر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.