فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{۞وَمَن يُسۡلِمۡ وَجۡهَهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰۗ وَإِلَى ٱللَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ} (22)

{ ومن يسلم وجهه إلى الله } أي : يفوض أمره إليه . ويخلص له عبادته ، ويقبل عليه بكليته ، وقرئ من يسلم بالتشديد . قال النحاس : التخفيف في هذا أعرف ، كما قال عز وجل : { فقل أسلمت وجهي لله } .

{ وهو محسن } في أعماله ، لأن العبادة من غير إحسان فيها ولا معرفة بما يحتاج إليه ، فيها ، لا تقع بالموقع الذي تقع به عبادة المحسنين ، وقد صح عن الصادق المصدوق لما سأله جبريل عن الإحسان أنه قال له : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك .

{ فقد استمسك بالعروة الوثقى } أي : اعتصم بالعهد الأوثق ، وتعلق به ، وهو تمثيل لحال من أسلم وجهه إلى الله بحال من أراد أن يرتقي إلى شاهق جبل فيمسك بأوثق عرى جبل متدل منه { وإلى الله عاقبة الأمور } أي : مصيرها له لا إلى غيره فيجازي عليها .