{ قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ } يقال : عاقه واعتاقه وعوقه إذا صرفه عن الوجه الذي يريده .
{ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا } قال الواحدي : قال المفسرون : هؤلاء قوم من المنافقين كانوا يثبطوا أنصار النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك أنهم قالوا لهم : ما محمد وأصحابه إلا أكلة رأس ، ولو كانوا لحما لا لتقمهم أبو سفيان وحزبه ، فخلوهم وتعالوا إلينا ، وقيل : إن القائل لهذه المقالة اليهود ، ومعنى هلم : أقبل وأحضر ، اسم فعل أمر : وأهل الحجاز يسوون فيه بين الواحد والجماعة والمذكر والمؤنث وعند غيرهم من العرب كبني تميم فعل أمر ، يقولون : هلم للواحد المذكر ، وهلمي للمؤنث ، وهلما للاثنين وهلموا للجماعة ، وقد مر الكلام على هذا في سورة الأنعام ، والمعنى : ارجعوا إلينا واتركوا محمدا فلا تشهدوا معه الحرب فإنا نخاف عليكم الهلاك ، وقيل : تعالوا إلينا لتستريحوا يعني أن يهود المدينة طلبوا المنافقين ليستريحوا ، وخوفوا المؤمنين ليرجعوا ، وهلم هنا لازم ، وفي الأنعام متعد لنصبه مفعوله ، وهو شهداءكم ، بمعنى أحضروهم ، وههنا بمعنى احضروا وتعالوا ، وكلام الزمخشري هنا مؤذن بأنه متعد أيضا ، وحذف مفعوله فإنه قال : هلموا إلينا أي قربوا أنفسكم إلينا .
وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ } أي الحرب والقتال { إِلا } إتيانا { قَلِيلا } خوفا من الموت ويقفون قليلا مقدار ما يرى شهودهم ثم ينصرفون ، وقيل : المعنى لا يحضرون القتال إلا رياء وسمعة من غير اكتساب ، ولو كان ذلك القليل لله لكان كثيرا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.