فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَم بِهِۦ جِنَّةُۢۗ بَلِ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ فِي ٱلۡعَذَابِ وَٱلضَّلَٰلِ ٱلۡبَعِيدِ} (8)

ثم حكى سبحانه عن هؤلاء الكفار أنهم رددوا ما وعدهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم من البعث بين أمرين فقالوا : { أَفْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا أَم بِهِ جِنَّةٌ ؟ } أي أهو كاذب فيما قاله ، أم به جنون بحيث لا يعقل ما يقوله . قال قتادة : إما أن يكون يكذب على الله وإما أن يكون مجنونا والهمزة في أفترى همزة الاستفهام وحذفت لأجلها همزة الوصل كما تقدم في قوله { أطلع الغيب } ثم رد عليهم سبحانه ما قالوه في رسوله فقال .

{ بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ } أي ليس الأمر كما زعموا بل هم الذين ضلوا عن الفهم وإدراك الحقائق فكفروا بالآخرة ، ولم يؤمنوا بما جاءهم به فصاروا بسبب ذلك { فِي الْعَذَابِ } الدائم في الآخرة وهم اليوم .

{ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ } عن الحق غاية البعد .