{ وَلَقَدْ صَدقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ } قرئ بتخفيف صدق ونصب ظنه . قال الزجاج : وهو على المصدر أي صدق وظن ظنه أو صدق في ظنه أو على الظرفية ، والمعنى أنه ظن بهم أنه إذا أغواهم اتبعوه فوجدهم كذلك ، وقرئ : صدق بالتشديد وظنه بالنصب على أنه مفعول به ، وقال أبو علي الفارسي : صدق الظن الذي ظنه قال مجاهد : ظن ظنا فصدق ظنه فكان كما ظن وقرئ صدق بالتخفيف ، وإبليس بالنصب وظنه بالرفع وقد أجاز هذه القراءة الفراء ، وذكرها الزجاج وجعل الظن فاعل صدق وإبليس مفعوله ، والمعنى أن إبليس سول له ظنه شيئا فيهم فصدق ظنه فكأنه قال : لقد صدق عليهم ظن إبليس ، قيل : وهذه الآية خاصة بأهل سبأ والمعنى أنهم غيروا وبدلوا بعد أن كانوا قد آمنوا بما جاءت به رسلهم .
وقيل هي عامة أي صدق إبليس ظنه على الناس كلهم إلا من أطاع الله قاله مجاهد والحسن . قال الكلبي : إنه ظن أنه إن أغواهم أجابوه ، وإن أضلهم أطاعوه فصدق ظنه فاتبعوه . قال الحسن : ما ضربهم بسوط ولا بعصى وإنما ظن ظنا فكان كمن ظن بوسوسته ، وعن ابن عباس في الآية قال : قال إبليس : إن آدم خلق من تراب ومن طين ومن حمأ مسنون خلقا ضعيفا وإني خلقت من نار ، والنار تحرق كل شيء لأحتنكن ذريته إلا قليلا ، قال : فصدق ظنه عليهم .
وانتصاب { إِلا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ } على الاستثناء ، وفيه وجهان أحدهما أن يراد به بعض المؤمنين لأن كثيرا من المؤمنين يذنب وينقاد لإبليس في بعض المعاصي ولم يسلم منه إلا فريق وهم الذين قال الله فيهم { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان } ، وقيل : المراد به المؤمنون كلهم لأنهم لم يتبعوه في أصل الدين على أن تكون من بيانية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.