فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن شِرۡكٖ وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ} (22)

{ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللهِ } قرئ : قل بكسر اللام على أصل التخلص من التقاء الساكنين وبضمها إتباعا لضمة العين ، والدال بينهما حاجز غير حصين لسكونها ، وهما قراءتان سبعيتان وهذا أمر للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يقول لكفار قريش أو للكفار على الإطلاق هذا القول ، ومفعولا زعمتم محذوفان . أي : زعمتوهم آلهة لدلالة السياق عليهما ، قال مقاتل يقول : ادعوهم ليكشفوا عنكم الضر الذي ا نزل بكم في سني الجوع ، ثم أجاب سبحانه عنهم فقال : { لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ } أي ليس لهم قدرة على خير ولا شر ، ولا على جلب نفع ولا دفع ضر في أمر من الأمور ، وذكر السموات والأرض لقصد التعميم لكونهما ظرف الموجودات الخارجية .

{ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ } أي ليس للآلهة في السموات والأرض مشاركة لا بالخلق ولا بالملك ولا بالتصرف { وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ } أي وما لله سبحانه من تلك الآلهة من معين يعينه على شيء من أمور السموات والأرض ومن فيهما ، بل هو المتفرد بالإيجاد فهو الذي يعبد ، وعبادة غيره محال .