فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{تَنزِيلُ ٱلۡكِتَٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الزمر ويقال لها سورة الغرف ، وهي اثنتان وسبعون آية ، وقيل خمس وسبعون آية وهي مكية

في قول الحسن وعكرمة وجابر بن زيد ، وأخرج النحاس في ناسخه عن ابن عباس قال : نزلت بمكة . سوى ثلاث آيات نزلن بالمدينة في وحشي . قاتل حمزة : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم } الثلاث الآيات . وقال آخرون إلا سبع آيات : من قوله : { قل يا عبادي الذين } إلى آخر السبع . وأخرج النسائي عن عائشة قالت : كان يصوم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نقول ما يريد أن يفطر . ويفطر حتى نقول ما يريد أن يصوم وكان يقرأ في كل ليلة بني إسرائيل والزمر : " . وأخرجه الترمذي عنها بلفظ : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ الزمر وبني إسرائيل .

{ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ } ارتفاعه على أنه خبر مبتدأ محذوف هو اسم إشارة أي هذا تنزيل ، وقال أبو حيان إن المبتدأ المقدر لفظ هو ليعود على قوله { إن هو إلا ذكر للعالمين } كأنه قيل وهذا الذكر ما هو ؟ فقيل هو تنزيل الخ وقيل ارتفاعه على أنه مبتدأ ، وخبره الجار والمجرور بعده ، أي تنزيل كائن من الله العزيز ، وإلى هذا ذهب الزجاج والفراء ، وأجاز الفراء والكسائي النصب على أنه مفعول به لفعل مقدر ، أي اتبعوا أو اقرأوا تنزيل الكتاب ، وقال الفراء يجوز نصبه على الإغراء أي الزموا والكتاب هو القرآن .

{ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } صلة للتنزيل ، أو خبر بعد خبر ، مبتدأ محذوف ، أو متعلق بمحذوف على أنه حال عمل فيه اسم الإشارة المقدر .